الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء

نستعرض اليوم لمحة عامة عن الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء على العين فبرغم أن كلاهما من أمراض العيون الضارة فإن المياه الزرقاء والمياه البيضاء مختلفان تماما في الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص والعلاج.

حاليا يعاني أكثر من مليوني أمريكي حاليًا من المياه الزرقاء (الجلوكوما) وبحلول سن الثمانين يعاني أكثر من نصف الذين يعيشون في الولايات المتحدة من المياه البيضاء والمعروفة بمرض عتامة أو إعتام عدسة العين.

ما هو الفرق بين المياه الزرقاء والمياه البيضاء؟

 المياه الزرقاء (الجلوكوما) عبارة عن اضطراب في العين يضر بالعصب البصري الذي ينقل المعلومات من العين إلى الدماغ. في معظم الحالات يكون سبب المياه الزرقاء حدوث ارتفاع الضغط داخل العين.

من المهم معرفة أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها ضغط العين طبيعيًا ومع ذلك لا يزال الشخص يعاني من مرض المياه الزرقاء بالعين.

مثل المياه الزرقاء يعتبر مرض المياه البيضاء (الكتاركت) جزءًا من عملية الشيخوخة لكن حالة العين في هذه الحالة تختلف عن المياه الزرقاء. 

المياه البيضاء هي عبارة زغللة ضبابية تحدث على عدسة العين الشفافة الموجودة داخل العينين. يمكن أن تؤدي ضبابية وإعتام عدسة العين في حالة المياه البيضاء إلى صعوبة القراءة والقيام بالمهام اليومية التي تتطلب رؤية بصرية جيدة. 

للأسف يلاحظ معظم الناس أعراض المياه الزرقاء (الجلوكوما) عندما يتقدم المرض ويحدث فقدان بصر أو عمي جزئي لا رجعة فيه حيث تتطور أعراض المياه البيضاء ببطء ولكن بمرور الوقت تبدأ في التأثير على الرؤية.

الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء

الاختلافات الرئيسية لتوضيح الفرق بين المياه الزرقاء والبيضاء

لمعرفة عوامل حدوث المياه الزرقاء دعني أخبرك أن العصب البصري يتكون من أكثر من مليون مجموعة من الألياف العصبية تربط هذه الألياف الشبكية بالدماغ. شبكية العين هي النسيج الموجود في الجزء الخلفي من العين وعند حدوث تلف العصب البصري لا يحدث اتصال بين العين والدماغ مما يؤدي لحدوث مرض المياه الزرقاء. الاكتشاف المبكر مهم للحد من فقدان البصر أو حدوث عمي.

علي الجانب الأخر فإن المياه البيضاء تحدث نتيجة تأثير على العدسات حيث تتكون العدسات في العين من البروتين ولكن بمرور الوقت يمكن أن يتكتل ويتجمع هذا البروتين ويقلل الضوء القادر على المرور عبر العين. 

أظهرت الدراسات العلمية أن المياه البيضاء تحدث نتيجة الشيخوخة لكن حدوث المياه الزرقاء (الجلوكوما) يرتبط أحيانًا بالشيخوخة وأحيانًا لا فهناك بعض الحالات بما في ذلك تلك التي لديها تاريخ عائلي من المياه الزرقاء والتي هي أكثر عرضة للإصابة بأمراض العين إلا إن السبب الرئيسي لحدوث المياه البيضاء في العين هو تأخر العمر.

في الوقت الحالي لا يوجد عملية جراحية معروفة لعلاج مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) لكن عملية علاج المياه البيضاء يمكن أن تساعد في استعادة الرؤية.

المياه الزرقاء:

  • ناتجة عن تلف العصب البصري.
  • قد تكون أو لا تكون بسبب الشيخوخة.
  • من الصعب اكتشاف الأعراض في البداية.
  • يتم التشخيص بفحص دقيق للعين.
  • المياه البيضاء.
  • غشاوة العدسة في العين.
  • تحدث نتيجة تغيم أو زغللة العدسة.
  • تحدث بسبب العمر.
  • تتطور الأعراض ببطء.
  • يتم تشخيصها بفحص دقيق للعين.

الفرق بين المياه البيضاء والمياه البيضاء في أسباب الحدوث

نعلم الآن أن المياه الزرقاء (الجلوكوما) تضر بالعصب البصري لكن على الأرجح تتساءل كيف يحدث هذا. يرجع ذلك إلى نتيجة ارتفاع ضغط كمية السوائل في العين يمكن أن يحدث عندما لا يدور السائل الموجود في مقدمة العين كما ينبغي. عادة يتدفق سائل العين الداخلي من العين عبر قناة شبكية فإذا تم منع هذه القناة من تصريف السوائل الداخلية في العين لسبب ما فإن السائل يتراكم ومع تقدم تلف العصب بسبب الضغط يمكن البدء في فقدان البصر.

يمكن أن تكون أسباب المياه الزرقاء (الجلوكوما) وراثية كما ذكرنا سابقًا. هناك أيضًا أسباب أقل شيوعًا مثل إصابة العين أو الإصابة الكيميائية ومضاعفات عدوى العين الشديدة وانسداد الأوعية الدموية فضلاً عن الالتهابات. 

في حالات نادرة يمكن أن تتسبب جراحة العين لمعالجة حالة أخرى في حدوث المياه الزرقاء. في حين أنه لا يعرف بالضبط سبب زيادة الضغط في عيون بعض الأفراد إلا أن هناك عوامل قد تلعب دورًا في المرض بما مثل العوامل الأتية:

  • انسداد أو تقييد لصرف السوائل في العين.
  • الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
  • انخفاض تدفق الدم إلى العصب البصري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض أنواع قطرات العين الموسعة.

معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) في العيون هم فوق سن الأربعين وليس من الشائع أن يصاب الأطفال بمرض المياه الزرقاء. 

تظهر الأبحاث أن ذوي البشرة السوداء يميلون إلى الإصابة بمرض المياه الزرقاء في كثير من الأحيان عندما يكونون صغارًا. لقد ذكرنا سابقا أن التاريخ العائلي هو أحد عوامل خطر الإصابة بمرض المياه الزرقاء (Glaucoma) ولكن أيضًا وجود ضعف في الرؤية أو مرض السكري أو إصابة العين أو تناول أدوية الستيرويد بشكل منتظم يمكن أن يؤدي لحدوث المياه الزرقاء في العين.

أشهر أسباب حدوث المياه البيضاء هو عملية الشيخوخة حيث تتكون العدسة في العين من الماء والبروتين الذي يساعد على الرؤية بوضوح ولكن عندما يتجمع البروتين معًا يمكن أن يؤدي إلى حدوث غشاوة أو ضعف في الرؤية. لا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب حدوث تغير في عدسة العين مع التقدم ​​في السن ومع ذلك فقد تمكن العلماء من تحديد بعض عوامل حدوث المياه البيضاء كما يلي:

  • التعرض إلى الإشعاع.
  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الوزن.
  • التدخين.
  • أدوية الستاتين التي تستخدم لتقليل الكوليسترول.
  • العلاج بالهرمونات البديلة (HRT).
  • إصابة العين أو التهابها.
  • الاستخدام المفرط الكورتيكوستيرويدات.
  • كثرة شرب الكحول.
  • قصر النظر.
  • التاريخ العائلي.
  • عملية جراحية سابقة في العيون.

اكتشفت بعض دراسات التغذية الحديثة أن المياه البيضاء (Cataract) قد تكون مرتبطة بالتغيرات المؤكسدة في عدسة العين كما تظهر بعض الأبحاث أن الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة قد تساعد في منع بعض حالات المياه البيضاء.

الفرق بين المياه الزرقاء والمياه البيضاء في الأعراض

إذا كان لديك تاريخ عائلي من أمراض العيون أو تعرف شخصًا يشكو من مشكلة في العين فقد تتساءل: ما هي أعراض المياه البيضاء والمياه البيضاء؟

عندما يعاني العديد من الأشخاص من المياه الزرقاء (الجلوكوما) في العيون فإنهم لا يلاحظون أي أعراض ولكن العلامة الأولى غالبًا هي فقدان الرؤية المحيطية (الرؤية الجانبية) وقد يكون من السهل تفويت وإهمال هذا العرض وهذا هو سبب وجوب إجراء فحص طبي كامل للعين كل عام إلى عامين.

هناك حالات يعاني فيها الأشخاص من مستويات ضغط عالية في العين ويمكن أن يكون هذا مصحوبًا بألم في العين أو صداع أو عدم وضوح الرؤية.

إذا واجهت أيًا من العلامات والأعراض التالية فيرجي مراجعة الدكتور على الفور.

  • احمرار في العين.
  • الرؤية ضبابية.
  • ألم في العين.
  • ضيق البصر.
  • فقدان البصر.
  • الغثيان أو القيء.

قد يستغرق حدوث المياه البيضاء سنوات حتى يتطور وقد يؤثر فقط على جزء صغير من عدسة العين في البداية وكلما زاد حجم المياه البيضاء فإنه يقلل الضوء الذي يمر عبر العدسة وتبدأ خطورة الأعراض في الظهور و أكثر أعراض المياه البيضاء شيوعًا كالاتي:

  • الحساسية للضوء.
  • صعوبة الرؤية الليلية.
  • الحاجة إلى ضوء أكثر إشراقًا للقراءة.
  • إزدواج الرؤية في عين واحدة.
  • بهتان الألوان أو اصفرارها.
  • الحاجة المتكررة لتغيير النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.
  • بقع ضبابية في الرؤية.
  • رؤية غائمة أو مشوشة أو قاتمة.
  • إذا كنت تعاني من التهاب وصداع وألم فقد يكون هذا إعتام عدسة العين شديد النضج والذي يتطلب الإزالة.

الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء في التشخيص

يبدأ تشخيص المياه الزرقاء (الجلوكوما) عند المريض بفحص دقيق للعين. سيتم فحص العين بحثًا عن أي علامات لفقدان الأنسجة العصبية و سيرغب طبيب العيون في معرفة أي تاريخ عائلي لاضطرابات العين للمريض بالإضافة إلى الأعراض. 

عادة يتم إجراء فحص صحي عام لتحديد ما إذا كان هناك أي عوامل صحية أخري يمكن أن تساهم في حدوث حالة المياه الزرقاء. عادة يبحث الأطباء عن علامات مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. ويتم الإجراءات التالية في تشخيص المياه الزرقاء.

اختبار قياس ضغط العين.

اختبار القرنية (Pachymetry) لتحديد ما إذا كانت القرنية أرق من المتوسط فيمكن أن تزيد القرنية الرقيقة من فرص الإصابة الجلوكوما.

اختبار محيط المجال البصري: لقياس الرؤية المحيطية والمركزية.

اختبار العصب البصري: لمراقبة أي تغيرات تدريجية في العصب البصري من خلال التقاط صور للعصب ومقارنتها بمرور الوقت.

 يتضمن تشخيص المياه البيضاء فحص العين واختبار الرؤية على مسافات مختلفة وسيتم إجراء اختبار قياس التوتر لقياس ضغط العين.

فيما يلي قائمة بالطرق الأخرى من أجل تشخيص المياه البيضاء:

اختبار حدة البصر: هذا اختبار للعين يستخدم مخططًا لقياس مدى القدرة على قراءة سلسلة من الحروف.

اختبار المصباح الانزلاقي: يعني هذا الفحص أن الطبيب سيستخدم مصباح لرؤية الهياكل الموجودة في عدسة العين

فحص الشبكية: باستخدام جهاز خاص يمكن ل اخصائي الإبصار وطبيب العيون فحص الجزء الخلفي من العيون (شبكية العين) بحثًا عن علامات إعتام عدسة العين.

الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في طريقة العلاج

تختلف طرق علاج مرض المياه الزرقاء والمياه البيضاء ففي حالة المياه الزرقاء الهدف الأول من العلاج هو تقليل ضغط العين حتى لا يسوء البصر. في معظم الحالات سيقترح دكتور العيون قطرات عين خاصة لعلاج المياه الزرقاء ولكن من المهم استخدامها حسب التوجيهات. تشير الأبحاث إلى أنه يعتقد أن العمى الناتج عن المياه الزرقاء يرتبط غالبًا بعدم الاهتمام والتزام الأشخاص باستخدام قطرة العين بشكل صارم في جميع المراحل.

فيما يلي طرق وخطوات علاج المياه الزرقاء:

الأدوية: توجد أدوية مختلفة على شكل قطرات أو حبوب للعين وأحيانا يتم أيضا وصف مزيج من الاثنين لبعض الناس.

عملية المياه الزرقاء: يمكن استخدامها لعمل قنوات لتصريف السوائل بشكل طبيعي أو تدمير الأنسجة التي تسبب في عدم حدوث توازن بين كمية السائل المنصرف. 

عملية المياه الزرقاء بالليزر: يستخدم هذا النوع الليزر للمساعدة في خفض ضغط العين.

يعتمد علاج المياه البيضاء على مرحلة عتامة عدسة العين. في الحالات الخفيفة يُطلب من الأشخاص استخدام نظارات أقوى وارتداء النظارات الشمسية ذات الطلاء المضاد للوهج ولكن عندما تمنع المياه البيضاء المريض من المشاركة في الأنشطة اليومية العادية يوصى بإجراء عملية المياه البيضاء بالليزر وغالبا ما يُقترح الأطباء عملية جراحية عند تداخل المياه البيضاء مع علاج مشاكل العين الأخرى.

هناك طريقتان جراحيتان مستخدمة على نطاق واسع في عملية المياه البيضاء: فصل العدسة الداخلية للعين والفصل الكلي لعدسة العين.

يستخدم فصل العدسة الداخلية الموجات فوق الصوتية لتفكيك العدسة وإزالة بعض الأجزاء بينما يعني فصل العدسة الكلي إزالة الجزء الغائم من العدسة من خلال شق طويل في القرنية وبعد هذا يتم وضع عدسة اصطناعية في مكان العدسة الطبيعية. تعتبر العملية الجراحية لإزالة المياه البيضاء آمنة وناجحة جدا.

الفرق بين المياه الزرقاء والمياه البيضاء في طريقة الوقاية

لسوء الحظ لا توجد طرق معروفة للوقاية من المياه الزرقاء ولكن يمكن منع فقدان البصر بشكل كبير إذا تم التشخيص مبكرًا ولحسن الحظ توجد عدة طرق يمكن من خلالها محاولة تجنب المياه البيضاء مثل الامتناع عن التدخين وارتداء النظارات الشمسية عند الخروج في الشمس وضبط مستوى السكر في الدم وتجنب استخدام أدوية الستيرويد وإتباع نظام غذائي صحي.